مدونة مسك الغلا

يُنشر فيها كل مايتميز به كُتاب منتديات مسك الغلا

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إلا كبريائي

 

نظرات أمي القلقة بعثت الرعب في أعماقي والعاملة المنزلية تخبرها بأن زوجة عمي تنتظرها في الصالة ..
همست أمي :
في هذا الصباح الباكر !!
عسى الأمر خير ..
لم أتعود التنصت ولكن القلق والخوف الذي ظهر على وجه أمي جعلني أقف خلف تلك الزاوية وأرخي السمع ..
تناهى إلي صوت أمي حياك الله أم عدنان ..
نوف ستحضر القهوة بعد قليل ...
وكأنها تستحثها على الحديث
صوت زوجة عمي الذي يبدو متعبا
وهي تقول لست أعلم ما اقول :ياأم فهد؟! ..الله وحده يعلم مدى حرجي منك ..منذ فترة وانا وأبوه نحاول .. هؤلاء الشباب لايستمعون لأحد ..
أمي صامتة وتهز رأسها بمعنى أكملي !
واصلت زوجة عمي : والله ياأم فهد ..خطبنا لعدنان أخت صديقه ..
كان يريدها من فترة واحنا محرجين منكم لأن عدنان لنوف من وهم أطفال
لكن ..!!
همست نوف أفزعتني وهي تقول :
عيب عليك تتجسسي وهي تبتسم ..وتحمل صينية القهوة ..
وبهدوء دخلت لتقديمها لزوجة عمي ...
وأمي تقول الأمر عادي ولا عليك ..
نظرت زوجة عمي لنوف وهي تقول ياليتك كنت من نصيبه لكن ...
عادت ابتسامة نوف وهي تهمس الحمدلله ياعمه والله أنا ماكنت عارفه أكسر كلمة أبوي.. إلا عدنان طول عمره مثل أخوي ..
أنتهي الموضوع وحدد زفاف عدنان ..
طوال تلك الفترة كنت أحاول البحث في وجه أختي نوف عن أي تعبير ..
لكن لا يوجد ..
تذهب لجامعتها وتعود ..
مرة واحدة كانت شاردة وحين سألتها مابك ؟
ابتسمت كعادتها وقالت : آمل أن تكون تلك القصة قد ذهبت أدراج النسيان فأنا لا أحب حديث الآخرين حولها ..
قلت لها أطمأني فلا أظن أحدا يتحدث عن هذا الموضوع ..
في زفاف عدنان كانت نظرات كثيرة منصبة حول نوف ..
وهي مبتسمه وتشارك في إستقبال الضيوف ..
والحفل والضيافة ..
حتى نص أهل العريس ظنوا أنها أخت المعرس
وأنتهى الحفل وعدنا للمنزل ..
شيء بأعماقي يخبرني أن نوف تخفي أمرا موجعا .. ووجعا عميقا
لأني أعرفها جيدا .. ولكن قسمات وجهها تخفي أي مشاعر
هكذا منذ طفولتها وهي لا تحب أن يشاركها بشر وجعها ..
احساسي بها لا يخطأي كيف لا وهي شقيقتي الكبرى...
سألتها نوف هل تريدين قول شي ؟
ابتسمت وهي تقول متعبة وأريد النوم أقفلي الباب من خلفك !!
كشرت بأسناني وانا أقول: طرد علني
وغادرت إلى غرفتي..
وماإن تهيأت للنوم إلا وتذكرت جوالي
نسيته بغرفتها ..
دخلت بهدوء كي لا أزعجها ..
فإذا بصوتها تنتحب ..!!
كانت نوف تبكي لأول مرة تبكي نوف !!
الإبتسامة التي عرفت بها منذ طفولتها ...
أقتربت قليلا واحتضنتها لم اتحدث ولم تتحدث كانت تبكي وتبكي ..
وأنا ابكي بصمت ..
هدأت قليلا ثم بدأت تتحدث :منذ طفولتي وأنا أسمع عدنان لنوف أرتبط بذهني أنه لي .. أرتبط به قلبي منذ أن نبض
صوته ..صورته ..كل شيء ..
لم أفكر يوما كيف يشعر تجاهي تخيلي !
حتى تلك الهدايا التي كانت تحضرها زوجة عمي ..لم أسأل نفسي يوما لماذا لا يحضرها هو ؟!
كنت أغرق فيه بصمت دون أن أترك لنفسي أي مجال للتفكير والسؤال !!
ثم أنخرطت في بكااااااء عميق وكأنها تود إفراغ طاقة عميقة من الوجع والألم
بداخلها ..
خيم صمت وهي مازالت تبكي ..
لم أقاطعها فأنا أعرف نوف إذا قلت: لها أكملي أو نظرت بعينيها
تصمت ولا تتحدث ..!!
دائما أحاول الإنشغال وكأني لا أسمعها حينها تتحدث بحرية ..
عادت للحديث تخيلي يانغم ..كل تلك السنين وهو يشوفني مثل أخته ..
قبل أيام كانت تحكي لي بنت عمي تقول :من زمان وكل مايفتحوا أمه وأبوه معه الموضوع يقلهم أشوفها أختي ..
المفروض تكلموا ..
أو هو تكلم ..!!
تذكرت الخطاب الا تقدموا لنوف وكل مره وأمي تخبرهم أنها مخطوبة لولد عمها ..
وزوجة عمي تحضر الهدايا بكل مناسبة لنوف خطيبة عدنان !!
يااااه لماذا كل هذا أيها الكبار
وماذنب الصغار يتحملوا نتيجة خطأكم؟!

أذن الفجر ونوف بحضني كطائر غريق ينتفض ..
بقيت لفترة أرقب تصرفاتها وهي شامخة وتبتسم
حتى حين مرضت ولازمت الفراش لفترة بقيت
بكبريائها الصامت الذي عرفت به نوف
.
.
.
هاأنا ذي أتذكر تلك الليلة وأنا أحمل طفل نوف بين يدي
الطفل الثالث بعد بنتين ..وأنا ابتسم
لنظرات زوج نوف الشغوفه بزوجته وكأنه لازال في أوائل عرس ..

.
.
.
وليدة هذا المتصفح
الأحد
26 سبتمبر
12 والنصف ليلا
سماآآآآآآآء

 

عن الكاتب

m.ahmad

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مدونة مسك الغلا