مدونة مسك الغلا

يُنشر فيها كل مايتميز به كُتاب منتديات مسك الغلا

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

حقولُ القَمحْ

 


حقولُ القَمحْ



طفلةٌ في عمر التاسعة
لم تغادر حقولَ القمحِ قط
تتمايل مع السنبلات كل صباح
تتقافز في الحقول
و تمضي مع عائلتها إلى الطاحونةِ وحسب
و هكذا تقضي أيامها
بينَ سنابل القمح .. و حبوب القمح
في أحدِ الأيام
ألحّت الطفلةُ على جدتها أن تسمح لها بمرافقتها إلى السوق
فسمِحَت جدتها بذلك
فغادرتا إلى السوق ، و في طريق العودةِ سلكتا طريقاً آخر
كان الطريق الآخر محفوفاً بحقولٍ مختلفة
مرّتا بحقلٍِ للورود .. فتوقفت الطفلة بإعجاب
و اقتربت عند زهرةٍ حمراء جميلة ، مدّتْ يدها لتقطفها .. و لكنّ صوت الجدة أوقفها ناهراً :

- لا تقطفيها !

ابعدت الطفلةُ يدها عن الزهرة و التفتت إلى جدتها قائلة :

- لماذا ؟.. إنها جميلة و قد أحببتها .

قالت الجدة مشددةً على الكلمات :

- إنها ليست لكِ .. إنها لصاحب الحقل .

ابتعدت الطفلة عن الزهرة .. و استكملت سيرها برفقة جدتها .. إلى أن وصلتا إلى كرم عنب .
توقفت الطفلة في دهشة .. و اقتربت تحدق في العنب المتدلي ، و هي تقول برغبةٍ شديدة في تناوله :

- ما أجمل العنب ! .. هل نتناول بعضه يا جدتي ؟

قالت الجدة ناهرةً من جديد :

- لا .. هذا العنب ليس ملكاً لنا .. إنه لصاحبه .

تراجعت الطفلةُ في خيبة .. و انضمت إلى جدتها لتكملان سيرهما .. حتى وصلتا عند حقلٍ آخر من الزهور ذات اللون الأزرق .

فغرت الطفلة ثغرها دهشةً و إعجاباً بلون الزهور .. و ركضت باتجاهها و هي تهتف :

- زهورٌ زرقاء !.. إنها مدهشة .

و رنت إلى جدتها بنظرةِ رجاءٍ قائلة :

- أريدُ أن أقتطفَ واحدةً فقط يا جدتي .

أشارت الجدة برأسها بالرفض .. و قالت :

- تعالي معي .

لحقت الطفلة بالجدة .. و اكملتا سيرهما إلى أن وصلتا إلى حقولهم .. حقول القمح .
وقفت الجدة و نظرت إلى الطفلة .. و قالت لها :

- هذهِ حقولنا .. هذه أملاكنا .. اقتطفي ما تشائين من سنابلِ القمح .

قالت ذلك و أدارت ظهرها للطفلة
تلك التي رمقت سنابل القمح بحزنٍ .. و تناست جمالها لأول مرة !..



بقلم مَرجانة

عن الكاتب

m.ahmad

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مدونة مسك الغلا